كيف نحمي أنظمتنا وأجهزتنا الرقمية؟

رامي الأحمدية

في عالمنا المعاصر المليء بالتكنولوجيا، نعتمد بشكل كبير على أنظمتنا وأجهزتنا الرقمية للقيام بالعديد من المهام والأنشطة اليومية. ولكن هل تعلم أن هذه الأنظمة والأجهزة معرضة للهجمات السيبرانية التي قد تسبب لك الضرر والخسارة؟ في هذا المقال، سأشارك معك أربع خطوات بسيطة وفعالة لحماية نفسك وأجهزتك من القراصنة الرقميين، والحفاظ على أمان معلوماتك وأنظمتك الحياتية.

الخطوة الأولى هي التعرف على أنواع التهديدات التي قد تواجه أنظمتنا وأجهزتنا، ومدى خطورتها. لا يمكننا الاسترخاء والاعتماد على البرامج ونظم التشغيل القديمة، فهي قد تحتوي على ثغرات أمنية تسمح للمهاجمين بالاختراق والسرقة والتلف. علينا أن نضمن تحديثها باستمرار لمواكبة آخر التطورات والحماية من أحدث التهديدات السيبرانية، مثل الفيروسات، الديدان، أحصنة طروادة، البرمجيات الخبيثة، البرمجيات الجاسوسية والبرمجيات الإعلانية.

هناك ما يقرب من 300 ألف هجوم سيبراني يحدث كل يوم في العالم. وتتعرض أكثر من 60% من الشركات الصغيرة والمتوسطة للإفلاس بعد ستة أشهر من تعرضها لهجوم سيبراني وأكثر من 80% من الهجمات السيبرانية تستغل ثغرات أمنية في البرامج ونظم التشغيل القديمة.

لذلك، عليك أن تكون على دراية بأنواع التهديدات السيبرانية، وتتبع آخر الأخبار والتحذيرات حولها، وتتخذ الإجراءات اللازمة لمنعها أو مواجهتها.

الخطوة الثانية هي وضع سياسات أمان واضحة وفعالة، تحدد من يمكنه الوصول إلى أنظمتنا وأجهزتنا، وما هي الصلاحيات التي يمتلكونها. هذا يساعدنا في منع الوصول غير المرغوب فيه والتسلل والتجسس والتلاعب. كما يساعدنا في حماية بياناتنا الشخصية والمهمة من الفقدان أو التسريب أو الاستخدام السيئ.

يمكنك اتباع بعض السياسات مثل استخدام كلمة مرور قوية ومختلفة لكل حساب أو جهاز تستخدمه، تفعيل خاصية التحقيق الثنائي، تسجيل الخروج من الحسابات والأجهزة التي لا تستخدمها بشكل مستمر، وحفظ نسخة احتياطية من البيانات الهامة على أجهزة تخزين خارجية أو سحابية محمية بكلمات مرور وتشفيرها. ويبقى الحذر من الرسائل والروابط والمرفقات المشبوهة والتي قد تصل عبر البريد الالكتروني أو الرسائل النصية أو الشبكات الاجتماعية ضرورياً كونها إحدى أكثر الوسائل المستخدمة من قبل المتسللين.

الخطوة الثالثة هي استخدام حلول أمان شاملة وموثوقة، مثل برامج مكافحة الفيروسات وجدران الحماية والتشفير. هذه الحلول توفر طبقة إضافية من الحماية لأنظمتنا وأجهزتنا، وتمنع الهجمات والاختراقات و تحد من انتشارها. عليك أن تتأكد من توافر هذه الحلول وتحديثها بانتظام لزيادة فعاليتها وكفاءتها، وتخصيصها حسب احتياجاتك وتفضيلاتك.

الخطوة الرابعة هي رفع مستوى الوعي الأمني لدى المستخدمين. يمكننا رفع الوعي من خلال تلقي التدريبات والإرشادات المناسبة حول كيفية التعامل الآمن مع المعلومات الرقمية، وكيفية تجنب الممارسات الخاطئة والمخاطرة. كما يمكننا ذلك من خلال نشر الثقافة الأمنية والتعاون مع الآخرين للحد من المخاطر والتصدي للتهديدات.

يمكننا رفع مستوى الوعي الأمني السيبراني :

– عبر قراءة واتباع النصائح والإرشادات الأمنية التي تقدمها الجهات المختصة أو الموثوقة، مثل مزودي الخدمات أو البرامج أو الأجهزة التي تستخدمها

– ومشاركة معلوماتك وخبراتك الأمنية مع الآخرين، وتبادل النصائح والحلول والتحذيرات معهم، والتعلم من تجاربهم وأخطائهم. 

– تشجيع الآخرين على اتباع الممارسات الأمنية الجيدة، وتوعيتهم حول المخاطر والتهديدات السيبرانية. 

– الإبلاغ عن أي حالات اختراق أو تعرض لهجوم سيبراني تواجهها واطلب مساعدة الجهات المختصة ولا تحاول حلها بنفسك.

في النهاية، تعتبر حماية أنظمتنا الرقمية وأجهزتنا مسؤولية مشتركة بيننا جميعًا. يجب أن نتبع نهجًا شاملاً ومتكاملاً للحماية، يعتمد على التقنيات المتطورة والوعي الأمني، لضمان سلامة واستقرار معلوماتنا وأنظمتنا الحياتية، والاستمتاع بالتكنولوجيا بأمان وثقة. لذلك، لا تتردد في تطبيق هذه الخطوات ومشاركتها مع الآخرين، وتذكر أن حماية الأنظمة الرقمية والأجهزة مسؤولية مشتركة بيننا جميعًا.