الأمن السيبراني مسؤولية وطن

ريجينا الأحمدية

باتت ثقافة الأمن السيبراني منهج أكاديمي واجتماعي. وأصبح النضج البشري يقاس بمدى إدراك الشخص لماهية هذا الأمن وتقيده ببنوده العريضة.

وتندرج تحت العنوان الكبير عدة توصيات منها، أمن المعلومات، حماية البيانات الخاصة، التصفح الآمن للإنترنت، حسن استخدام الوسائل التكنولوجية وغيرها الكثير من التعليمات والقوانين التي سنّت حصراً لدولة الفضاء السيبراني. وللمواطن الذي بات يعرّف عنه بهوية واقعية وأخرى رقمية، فرضت نفسها بكل جبروت وسيطرت على شخصية الفرد الحقيقية إذ بات ما ينشر عنه يصدق أكثر، أما حضوره الإلكتروني فيُفقد أكثر من وجوده الفعليّ وكبرت عائلته لتضم اصدقاء ومشاركين من كل حدب وصوب ومن كل بقاع العالم.

وارتبط تميّز الأوطان ارتباطاً وثيقاً بجودة المواطن الرقميّ والتزامه بخصائص معينة، كأن يكون من دعاة المساواة في الحقوق الرقمية والوصول للجميع وأن يعامل الآخرين باحترام في المساحات عبر الإنترنت وعدم استخدامها للتنمر أو الاستغلال او الابتزاز، إضافة إلى عدم السرقة أو إلحاق الأذى والضرر بعمل الآخرين الرقمي أو هوياتهم أو ممتلكاتهم. واتخاذ القرارات المناسبة عند التواصل من خلال مجموعة متنوعة من القنوات الرقمية.

ولتستمر المملكة الأردنية الهاشمية بمسار التميّز وجعلها مركز إبداع إقليمي ودولي في مجال الأمن السيبراني، يسعى المركز الوطني للأمن السيبراني إلى تدريب وتأهيل وتوعية وتثقيف موظفي القطاع العام والخاص وكافة فئات المجتمع وإكسابهم المعرفة والمهارات اللازمة للحد من المخاطر والتهديدات التي تزايدت في الفترة الأخيرة وشملت كافة الأصعدة، الأمر الذي حتّم الالتزام بأفضل الممارسات بما يضمن أعلى مستوى من الكفاءة.

ومن أفضل الممارسات المعتمدة في الشركات والمؤسسات هي إجراء التصحيحات المناسبة لمنع المهاجمين من استغلال الثغرات الأمنية، تفعيل المصادقة الثنائية عند محاولة تأمين الحسابات، إجراء تدريبات أمنية عالية الجودة للموظفين، إكمال تدقيق شامل لأصول المعلومات وأنشطة معالجة البيانات وإنشاء هيكل إبلاغ يمكّن الموظفين من تحديد الحوادث والإبلاغ عنها في الوقت المناسب. أمّا على مستوى الفرد فيجب تدعيم الحسابات بكلمات مرور مختلفة وقوية، عدم مشاركة المعلومات الخاصة والبيانات الحساسة أو نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي وأخيراً وليس آخراً التفكير مراراً وتكراراً قبل الوثوق بأي شخص أو النقر على أي رابط مرسل من جهة غير معروفة أو مزيفة.

يُعدّ المواطن خط الدفاع الأول عن بلده وسلوكه الإيجابي والواعي يمثل أداة الدفاع خاصة في ظل العالم الافتراضي الذي انصهرنا داخله.

فلنكن على مستوى من الوطنية لأن الأمن السيبراني مسؤولية وطن.