رسالة إلى القيادات: ساهموا بالتوعية السيبرانية

ريجينا الأحمدية

ما من حريص على العمل أكثر من مالكه، و هو الشخص الذي يطلق عليه لقب القائد، لكن المسؤوليات المترتبة عليه تمثل تحدياً لكل من تربع على عرش المسؤولية. وفي زمن الحضارة الرقمية، ازدادت هذه التحديات وتفاقمت معها المسؤوليات التي أولها وآخرها يندرج تحت عنوان الأمن السيبراني.

وقد ساهمت القيادات على تشكيل قدوة يحتذى بها لكل الموظفين على مر العصور. وكذلك في هذا العصر الرقمي، عصر التقليد واتباع ال trend والنسخ واللصق وغيرها من المصطلحات التي أصبحت تصرفات بشرية. وخاصة عندما يتعلق الأمر بشخصية معروفة ومشهورة أو مرموقة في المجتمع، فيسارع كل ال followers إلى التقليد. هل هناك أبسط وأسهل من هذا الأسلوب لحث الموظفين على اتباع نهج معيّن؟

فيا ايها القائد، في عصر التكنولوجيا الحديثة أصبح الأمن السيبراني أمراً حاسماً لنجاح أي مؤسسة، مع الأخذ بالاعتبار ما قد تسببه الهجمات السيبرانية من خسائر مالية وتشويه للسمعة وتأثير على العمليات اليومية، لذا يجب عليكم أن تكونوا على دراية بأحدث التهديدات ومتابعة التطورات في هذا المجال.

كما يمكنكم حضور الدورات التدريبية والندوات حول الأمن السيبراني والتواصل مع خبراء في هذا المجال للحصول على المشورة والتوجيه، إضافة إلى وضع سياسات وإجراءات صارمة، تحدد المسؤوليات والواجبات والقيام بتحديثها بشكل منتظم. كذلك، توفير التدريب للموظفين على خطة الاستجابة للأمن السيبراني والتي من مهامها تحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها في حال وقوع هجوم سيبراني وإجراء تمارين للتأكد من فعاليتها، مع تنفيذ إجراءات التحقق من الهوية والوصول للحد من فرص الاختراقات. ولا تنسوا الموارد اللازمة التي يجب أن توفّروها للتعامل مع الهجمات والتي تشتمل على توظيف الخبراء واستخدام التكنولوجيا بوسائلها المتقدمة للكشف عن الهجمات السيبرانية ومكافحتها.

وعلى الصعيد الشخصي، يجب عليكم اتباع أفضل الممارسات والسلوكيات الآمنة عند استخدامكم للتكنولوجيا وتعاملكم مع البيانات الحساسة، مثلا أخذ الحيطة والحذر والتفكير أكثر من مرة قبل فتح رسائل البريد الإلكتروني المشبوهة والتحقق من الروابط قبل النقر عليها وتجنب تحميل الملفات غير المعروفة.

ولأنكم الضمانة لاستمرارية الأعمال وحماية المعلومات الحساسة، ساهموا في تعزيز الوعي السيبراني بين فريق العمل وتعاونوا مع فرق الأمن السيبراني في المؤسسة لتحقيق الأهداف المشتركة ولتكونوا جزءاً لا يتجزأ في بناء ثقافة الأمن السيبراني.