حوكمة الأمن السيبراني وإدارة المخاطر، نهج في درب النجاح.

ريجينا الأحمدية

تخوض الشركات والمؤسسات تحديات سيبرانية خطيرة، خاصة ضمن التطور التكنولوجي والتقدم الرقمي الذي نواكبه. ما يفرض عليها اتباع نهج شامل لحماية بنيتها وبياناتها وأنظمتها وسمعتها من الهجمات السيبرانية والكمائن التي ينصبها المخترقون باحتراف. ومن هنا يأتي مفهوم حوكمة الأمن السيبراني وإدارة المخاطر.

وتبدأ الحوكمة من خلال توجيه جهود الأمن السيبراني للمنشأة. وذلك بوضع إطار عمل للسياسات والإجراءات وعمليات صنع القرار، إضافة إلى تحديد الأدوار والمسؤوليات وفسح المجال أمام التواصل بين الأقسام، طبعاً مع الإشراف التنفيذي المستمر على مبادرات الأمن السيبراني. أما إدارة المخاطر، فتتضمن المتابعة المستمرة للمخاطر التي قد تواجه المنشأة من حين نشوئها وحتى معالجتها، حيث تمر بعدة مراحل وهي:

– تحديد المخاطر، أي الأصول ونقاط الضعف والتهديدات المحتملة

– إنشاء سياسات واضحة تتوافق مع المعايير والتشريعات السيبرانية

– تقييم مدى تأثير المخاطر مع تحديد الأولويات

– الحد من المخاطر عبر تنفيذ الضوابط والتدابير اللازمة

– مراقبة المخاطر وإعادة تقييمها باستمرار مع تطور مشهد التهديدات وإعداد تقارير بشكل منتظم ورفعها لأصحاب القرار والمسؤولين.

– وضع خطة للاستجابة للحوادث السيبرانية واتخاذ الإجراءات السريعة والفعالة لصدها.

ومن خلال المرور بهذه المراحل، نضمن اتباع النهج الشامل والاستراتيجي للأمن وتقليل احتمالية الهجمات السيبرانية وتخفيف الضرر المحتمل منها بشكل استباقي، كما وتبقى المنشآت على توافق مع المعايير والتشريعات السيبرانية مما يمنع العواقب القانونية والمالية. وتساعد الحوكمة وإدارة المخاطر أيضاً، على تحديد الأولويات وفهمها من قبل القيادات التنفيذية وأصحاب المصلحة وتجنب النفقات غير الضرورية وحماية سمعتها المهنية. إذ تمتلك هذه المبادئ دوراً حيوياً في تطوير أداء إدارة الأمن السيبراني وتفعيل الاتصال بين الإدارات والعملاء وتوفير إطار عمل داعم لأهداف واستراتيجيات المؤسسات.

ختاماً، تشترك ممارسات الحوكمة الجيدة في العديد من المبادئ الأساسية لحوكمة الشركات والتي تعرف بالقواعد التي تحدد طريقة إدارة تكنولوجيا المعلومات في المؤسسات. ومن خلال مواءمة عمل الأمن السيبراني مع أهداف المؤسسة واستراتيجياتها، تُفتح مسالك النجاح.

الخلاصة: الحوكمة السيبرانية وإدارة المخاطر والالتزام هو إطار عمل حاسم يمكّن المنشآت من التنقل في مشهد الأمن السيبراني المعقد بثقة. من خلال إنشاء هياكل الحوكمة وإدارة المخاطر وضمان الالتزام، كما يمكن للمنشآت بناء المرونة ضد التهديدات السيبرانية مع الحفاظ على الكفاءة التشغيلية وحماية سمعتها. في عصر تشكل فيه الهجمات السيبرانية تهديدا مستمراً، فإن تبني نهج شامل للحوكمة السيبرانية وإدارة المخاطر والالتزام  ليس مجرد خيار. إنها ضرورة للمنشآت التي تهدف إلى الازدهار في العصر الرقمي.