حماية البيانات والمعلومات من ركائز الأمن السيبراني في العصر الرقمي

رامي الأحمدية

منذ أن باتت التكنولوجيا جزأً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، كثر الحديث عن أهمية البيانات والمعلومات في عصر أصبح فيه العالم كقرية صغيرة. ومع تزايد التواصل الرقمي وانتشار البيانات والمعلومات الخاصة التي كانت منذ سنين قليلة تعتبر سرية على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، بالإضافة إلى الاعتماد على الخوادم ومن ثم السحابة من قبل المؤسسات العامة والخاصة لرفع كافة البيانات لديهم باتت تلك البيانات الهدف الأول لمجرمي الانترنت وأصبح الأمن السيبراني مسألة تتخطى التكنولوجيا ليصبح مسألة شديدة الحساسية والخطورة يتوجب علينا جميعاً العمل عليها ضمن الأطر والتعليمات لحمايتها.

فالبيانات والمعلومات هي العمود الفقري للعديد من الأعمال والخدمات، من البنوك إلى الرعاية الصحية، من التعليم إلى التجارة، و أصبحت تلعب دوراً حاسماً في تشغيل عالمنا الرقمي. ومع ذلك، فإن القدرة على الوصول إلى المعلومات وتبادلها بسهولة أكبر من أي وقت مضى، مما يزيد من خطر الاختراقات الأمنية والهجمات السيبرانية.

فالهجمات السيبرانية تحدث كل يوم. وفقاً لتقرير من أحد معاهد الأمن السيبراني، حدث أكثر من 8 مليارات انتهاك للبيانات في العام 2023 وحده. هذه الاختراقات كانت مدمرة في بعض الأحيان، وأدت إلى فقدان البيانات، والضرر بالسمعة، وتسببت بخسائر مالية كبيرة لبعض الجهات المستهدفة.   وتعتبر هجمات “برامج الفدية” من أكثر الهجمات السيبرانية انتشاراً، حيث أصابت أكثر من 200 ألف جهاز حاسوب في أكثر من 150 دولة بكلفة عالمية تجاوزت السبعة مليارات دولار. ومن أبرز الإحصائيات التي تثير القلق بشأن الأمن السيبراني: 

من المتوقع أن تتجاوز التكلفة العالمية السنوية للجرائم الإلكترونية ال 20 تريليون دولار في العام 2026.

يحدث 2244 هجوم سيبراني بمعدل يومي.

تعرضت 71% من المنظمات في جميع أنحاء العالم لهجمات برامج الفدية في عام 2023.

تعتبر الدوافع المالية السبب الأكبر للهجمات الإلكترونية تليها سرقة الملكية الفكرية ثم التجسس.

من هنا تأتي أهمية الإضاءة على كيفية حماية أنفسنا، إذا أن الأمن السيبراني هو مسؤولية مشتركة منا جميعاً. وتبدأ الحماية بخطوات بسيطة مثل استخدام كلمات مرور مختلفة وقوية لكل حساب وتحديث البرامج بانتظام. ولحماية البيانات على نطاق أكبر، يجب اتباع استراتيجيات أمنية متقدمة مثل التشفير، والتحقق من الهوية متعدد العوامل.

في النهاية، الأمن السيبراني لا يشمل فقط حماية البيانات، بل هو حماية الأشخاص والمجتمعات والعالم الذي نعيش فيه. ومع ذلك، بفضل التقدم التكنولوجي، أصبح لدينا الأدوات والمعرفة للقيام بذلك. الآن، علينا فقط أن نتخذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك.